الرئيسية » » قميصُ زليخة | خالد الحسن

قميصُ زليخة | خالد الحسن

Written By Unknown on السبت، 15 أغسطس 2015 | 4:29 م

قميصُ زليخة ..الصوفي الأعمى
- تجنُّ ؟
- نعم 
- بل تموتُ احتراقاً
فلستَ سوى خطِ وردٍ تلتْهُ الدراويشُ في سكرةٍ 
ولكنه كلما حاولَ الارتقاء إلى اللهِ طاحَ عليكِ
وأنتِ تمرين في دربِ بالي
عثرتِ ولم تعرفي سرَ خوفي القديمَ
أخافُ .. أخافُ
من اللا احدْ
أحاولُ أن أعبرَ السورَ نحوك
لكنني لم أجد في دمي أغنياتِ الوصولِ
عثرتِ
ولم تعرفي
أيَّ وحي أتاكِ
وأيَّ كتابٍ سينزله الله في قلبِكِ المستضيءِ
فقط
أنه العشقُ
قاموسُ خوفٍ وليلٍ
- تخاف ؟؟
- نعم
- بل تُجنُّ اشتياقاً
تريدين أنتِ الهدوءَ
ولكنني لا أريدُ سوى لحظةٍ للسجودِ على أخمصيكِ
تريدين أن لا أُبالي إذا ما رأيتُ كلامَ الرجالِ
ولكنني لا أُريدُ سواك
تريدين أن لا أغيبَ
ولكنني طاعنٌ في الغيابِ المميتِ
لقد كان للماء "نوتته" حين تضربُ وجهَ الفراغِ بدمعةِ ناي
وكان لك شاعرٌ لا يريدُ من الوقتِ إلا تدفقه في خيالِ النواعيرِ
أو أن يموتَ بسحبةِ قوسِ الكمانِ اليتيم
- تغيب ؟؟
- نعم
- بل تذوبُ بكاء
أنا لست نيرون
لا أُحرقُ الأرضَ حتى أراها بساديتي
واشعرُ أن البلادَ تعيشُ على وفقِ إيقاعي الداخلي
بل سأحرقُ نفسي كما أحترقَ الثائرون بنار الشوارعِ إذ ترجلين
ولا اشتهي غير رؤية موتي بعينيكِ
أنا لست هتلرَ
حين دخلتُ عليكِ
ويممتُ شعرَكِ بالأغنياتِ
أنا طفلُكِ المستظلُ بضوئكِ بعد هطولِ المساءِ
ولن انتحرْ
بل سأقتلُ نفسي
إذا رضيتْ أن تكوني ضحيةَ طيشي وخوفي
أنا لا أمتُ بأيِّ ارتباطٍ إلى شهريار
فكوني حكايتي الباقيةْ
نعم سوف اسهرُ بين يديكِ وأسمعُ آخرَ نصٍ لكِ
وأصحو صباحاً
أغازلُ عينيكِ بالأغنياتِ
وأغسلُ وجهكِ بالنهرِ
ثم سأسأل : ماذا كتبتِ ؟؟
ولن أمحوَ الماءَ من جرةِ الأسئلةْ
بل سأذرفُ آخرَ قطرةِ نومٍ بعيني
وامنحُ رأسي إلى المقصلةْ
- تغارُ ؟
- أنا لا ؟
- ماذا أذن كلُّ هذا ؟
أنا عند أولِ ريحٍ وضعتُ شجيراتِ روحي
وتكفي لفافةُ حبٍ لكي احترقْ
ويكفي القميصُ
يردُ إلى الروح درباً
ويمنحُ طفلَ البكاءِ السكون..
نعم
لا أغارُ..
بل إني أموتُ إذا ما رآها الرصيفُ
أو دونتْ خطوها الطرقاتُ
نعم
لا أغارُ..
بل إني مازلتْ أحسدُ هاتفها والستائر حين تراها
ولكنها لا ترى من جنوني سوى ما تساقطَ لحظةَ خوفٍ
- تحبُ ؟
أنا قد أتيتكِ "أحملُ قلبي على راحتي"
هو طفلُ كلُّ المنافي
فكوني له الأُمَّ دوماً
وحزنُ الغريبِ إذا ضاع في البحرِ ..
فكوني له الوطن اللا يموتُ
وشاعرُكِ حين تأتي الحروف مضرجة بالحنينِ
فكوني له خيمةً وأمانْ
لقد كنتُ
اكتبُ هذه القصيدةَ
لكنني قد بكيتُ طويلاً فلا تزعلي
------------------------------ 



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.