مكالمة تليفونية في حضور الدماء
1
دَعِي لِدَمِي بَقَايَا الزَّهْرِ
وَ انْسَكِبِي مَعِي فِي
بَيْدَرِ اللَّقْلَاقْ
وَ لَا تَسْتَشْهِدِي أَبَدًا
بِبَيْتٍ مِنْ
مُعَلَّقَةٍ فَلَنْ أَرْضَى
أَنَا بِسَمَاعِ حَرْفٍ لَا
يَرَى تَغْرِيدَةَ الْعُشَّاقْ
لَقَدْ كَسَرَ الْمَدَى أَحْلَامَ زَاوِيَةٍ
لِيَسْمَعَ عَنْ شُرُودِ نِفَاقْ !
وَ لَمْ يَعْرِفْ كَلَامَ الظِّلِّ حَتَّى لَا
يَعِيشَ بِمَضْجَعِ الأَوْرَاقْ
وَ صَوَّرَ كُلَّ حَافِيَةٍ
لِيَرْكُضَ فِي طَرِيقِ سِبَاقْ !
2
دَعِي لِدَمِي عَبِيرَ الْمَوْجِ وَ الْقَلَقِ
وَ لَا تَسْتَنْشِقِي أَبَدًا
صَدَى الأَرَقِ
يَنَامُ الْخَوْفُ قُرْبِي كَيْ
يَطِيرَ إِلَى صَدَى الْغَسَقِ
وَ يَنْهَضُ دَائِمًا مِنْ نَوْمِهِ حَتَّى
يُعَلِّقَ فِي
سَرِيرِ الشَّمْسِ ذَاكِرَةً
بِهَا يَغْفُو صَدَى الْوَرَقِ
3
دَعِي لِدَمِي أَسَاطِيرَ الْعَوَاصِفِ كَيْ
يَضُخُّ الْوَقْتَ بِالأَحْلَامْ
وَ لَا تَنْسَيْ أَصَابِعَهَا
وَ قُولِي لِي : لَقَدْ ذَابَتْ
شُمُوعُ الأَرْضِ فِي صَمْتٍ
لِتَنْأَى عَنْ كَرَى الأَقْلَامْ
وَ لَا تَسْتَحْضِرِي أَبَدًا شُعَاعَ رُكَامْ
فَمَا زَالَ الْبَرِيقُ هُنَا
يُطَارِدُنِي كَخَادِمَةٍ
نَجَتْ مِنْ صَفْعَةِ الأَوْهَامْ
4
دَعِي لِدَمِي مَنَادِيلَ الدُّمُوعُ وَ لَا
تَخَافِي مِنْ
حَمَاقَاتِي
فَلَنْ أَنْسَى كَلَامَكِ عَنْ
ضَبَابٍ ضَائِعٍ يَرْنُو
إِلَى الذَّاتِ
أَنَا أُصْغِي إِلَيْكِ وَ لَا
أَتُوقُ إِلَى
عَذَابٍ يَصْطَلِي دَوْمًا
صِرَاعَاتِي
لَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّكِ لَا
تَقُولِينَ الْحَقِيقَةَ مِثْلَ تِلْمِيذٍ
يَخَافُ مِنَ النِّهَايَاتِ
لَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّكِ لَا
تُرِيدِينَ الْجَمَالَ مَعِي
أَنَا لَا أَبْتَغِي أُكْذُوبَةً تَسْعَى
إِلَى كَسْبِ الْعِلَاقَاتِ
5
دَعِي لِدَمِي أَنَا أَرْجُوكِ طَاوِلَةً
تُحَلِّقُ فِي عُيُونِ النَّارْ
وَ لَا تَسْتَبْشِرِي أَبَدًا
هُنَا بِقُدُومِ بَحَّارٍ
يُغَازِلُ كَأْسَهُ الْمِغْوَارْ
هُنَا يَمْضِي صَدَى الأَوْتَارْ
هُنَا يَشْدُو مَعِي دَوْمًا رَبِيعُ نَهَارْ
لَقَدْ طَارَدْتُ مِرْوَحَةً
تُسَافِرُ فِي شَقَاءِ غُبَارْ
وَ قُلْتُ لَهَا : كَفَى !
إِنِّي تَعِبْتُ وَ لَنْ
أُغَنِّي بَعْضَ أُغْنِيَةٍ
لِأَوْصَالٍ تُمَزِّقُنِي
بِسِكِّينٍ مِنَ الأَشْجَارْ