فراق زجاجي
1
تَابِعِينِي مِنْ بَعِيدِ
تَابِعِينِي
وَ ارْقُبِي دَوْمًا جَدِيدِي
تَابِعِي مَا يَعْتَرِينِي
مِنْ شُعُورٍ طَازَجٍ يَرْسُمُ بَدْرًا
فِي تَغَارِيدِ الْوُرُودِ
إِنَّنِي أَقْتُلُ صَوْتًا
خَائِفًا يَسْمَعُ أَلْحَانَ شُرُودِي
هَدِّئِي ثَوْرَةَ قَلْبِي
هَدِّئِي نَارَ الرُّعُودِ
2
تَابِعِينِي مِنْ بَعِيدِ
تَابِعِينِي
وَ ارْقُبِي دَوْمًا جَدِيدِي
كَلِمَاتُ الشَّمْسِ تَبْكِي
عِنْدَمَا يَرْقُصُ ظِلٌّ
شَارِدٌ فَوْقَ أَزَاهِيرِ النُّهُودِ
وَ تُصَلِّي دَائِمًا فِي
مَسْجِدِ النِّسْيَانِ حَتَّى
تَحْتَسِي خَمْرَ الْخُلُودِ
3
سَافَرَ الْحُزْنُ مَعِي فِي
قِصَصِ الدَّهْشَةِ حَتَّى
يَرْكُلَ الزَّنْبَقُ شَوْقَ الْيَاسَمِينْ
وَ تَدَلَّى الْبَرْقُ فَوْقِي
كَيْ يَرَى بَوْحَ الْحَنِينْ
وَ شَدَا لِي شَاعِرٌ فِي
سَاحَةِ الْمَوْتِ لِتَنْأَى
أَحْرُفِي عَنْ
حَدَقَاتِ الْعَاشِقِينْ
4
كُلَّمَا مَزَّقْتُ شَالَ الصِّدْقِ غَنَّى
رَاقِصٌ لِلْأَرْضِ حَتَّى
تَنْحَنِي عُصْفُورَةٌ لِلْمَوْقِدِ
وَ انْتَقَى أَجْمَلَ زِيٍّ
لِلْمُغَنِّي الْمُجْهَدِ
أَنَا لَا أَعْرِفُ حُزْنَ الْمَرْقَدِ
إِنَّنِي أَكْسِرُ صَمْتِي
فِي الشُّعَاعِ الأَسْوَدِ
وَ أُغَنِّي فِي هُدُوءٍ
دُونَ خَوْفٍ
مِنْ ذَهَابِ الْمُنْشِدِ
5
عِنْدَمَا يَدْخُلُ حِبْرِي
فِي عُرُوقِ الْغَيْمِ يَبْكِي
قَاتِلٌ لَا يَتَمَنَّى
غَيْرَ أَشْجَارِ الْخَرِيفْ
يَرْقُبُ اللَّهْفَةَ مِنْ ثَلْجٍ نَدِيفْ
وَ يَقُولُ الشِّعْرَ حَتَّى
يَنْتَهِي عَصْرُ الْكَفِيفْ
6
عِنْدَمَا يَدْخُلُ صَوْتِي
فِي شَرَايِينِ الْمَدَى يَسْمَعُ رَبِّي
لَحْظَةَ الإِيقَاعِ فِي عُمْرِ السَّمَاءْ
وَ يَرَى أَحْلَامَهُ فِي
شَارِعٍ مُرْتَبِكٍ يَعْشَقُ أَوْجَاعَ الْهَوَاءْ
وَ يُغَنِّي فِي هُدُوءٍ
كَيْ يَنَامَ الْوَقْتُ فِي دَرْبِ النِّسَاءْ
7
تَابِعِينِي مِنْ بَعِيدِ
تَابِعِينِي
وَ ارْقُبِي دَوْمًا جَدِيدِي
وَضَعَ السَّوْسَنُ بَوْحِي
فِي عَذَابَاتِ الْحُدُودِ
وَ مَضَى فِي دَرْبِهِ كَيْ
يَقْتُلَ التِّينُ كَلَامِي
عِنْ حِكَايَاتِ الطِّرِيدِ
تَابِعِينِي مِنْ بَعِيدِ
تَابِعِينِي
وَ ارْقُبِي دَوْمًا جَدِيدِي