أشْقَيْتيني بلَيْلكْ ..
فكأني أنزفُ دماً من أقدمَ العصور
وآلآماً منْ بينَ أضلعي ..
وأنيناً غيرَ خافقٍ وغير مضمور
وصرتُ أملكُ أرثَ عقلٍ مسحور
وصرتي أميرةً وأنا أسيرٌ مأمور
فكلُ منْ رآكِ ...
حسبتهُ عاقلاً ..
وما أُخفي فيهِ منَ الجنونِ عظيمٌ ومستور
أشْقَيْتيني بصبركْ ...
فكانكِ يمامةٌ مبتلةٌ في شتاءٍ ممطور
وكأنّ جناحَ ذلها خفقَ ..
وقطعتْ أطرافها فلا زالتْ بمقبضٍ مغمور
فأطلقي عنكِ كلّ هوانٍ ..
وكلّ خجلٍ وعنفوانٍ ..
وَدَعي سفاهةُ الوشاةِ وَدَعي غِلّ الغيور
أشْقَيْتيني بقربكْ ...
حينَ كشفتي عن ساقيكِ فكانت بوادئعَ الزهور
وحينَ غازلَ الشعرُ سحرَ العيونِ بسرور
كأنهُ يبادُلُني الشوقَ ..
ويجيرَ عني الغمّ العتوق
فياليتَ أني خصبتَ بديارهِ منذُ دهور
ويا ليتَ شقائي ..
ماذهبتْ أكنافهُ في الرياحِ هباءاً
حتى أسوقَ لشفاهي
قبلةً مابين النهودِ وأطردَ عنكِ الغرور